كلّ ما يهمك معرفته عن طريق الحرير

لا بدّ أنك سمعت بـ “طريق الحرير” سابقًا، وربما يتخيل البعض أنه طريقٌ مفروشٌ بالحرير كالسجادة الحمراء التي يقف عليها المشاهير، هذا ما كنت أظنه في صغري!
إذا كنت تبحث عن معلوماتٍ وافيةٍ عن طريق الحرير فقد وصلت إلى المكان المناسب، ستجد في هذا المقال إجاباتٍ عما تريد معرفته عنه وستتمكن من التباهي بمعلوماتك الواسعة في المحادثات التي تخوضها مع أصدقائك.

ما هو طريق الحرير؟

طريق الحرير هو عبارةٌ عن شبكةٍ من طرق التجارة التي ربطت بين الصين في الشرق الأقصى مرورًا بالشرق الأوسط بلاد الفرس (إيران حاليًا)، والشرق الأدنى (بلاد الشام) وصولًا إلى أوروبا في الغرب. 

امتدّ هذا الطريق البرّي الشهير بطول 6400 كم تقريبًا قاطعًا تضاريس مختلفةً وعقباتٍ لا يُستهان بها. 

تأسس طريق الحرير عندما افتتحت أسرة هان في الصين التجارة رسميًا مع الغرب في عام 130 قبل الميلاد، وظلت طرق طريق الحرير مستخدمةً حتى عام 1453، عندما قاطعت الإمبراطورية العثمانية التجارة مع الصين. 

مهتمّ بخدماتنا؟

أدخل بياناتك بالفورم أدناه وسنتواصل معك عبر واتساب.

    حددّ الخدمة المطلوبة

    لم تجد الخدمة المطلوبة في القائمة؟ تحقق من الموقع لاحقاً، نعمل على إضافة المزيد من المناطق المدعومة في الوقت الحالي.

    البلد

    تعود العلاقات التجارية بين الصين واليونان إلى القرنين الأول والثاني قبل الميلاد، وقد استفادت الامبراطورية الرومانية أيضًا من طريق الحرير في تعاملاتها مع إمبراطورية كوشان التي كانت تقع في شمال الهند. 

    طريق الحرير

    لماذا سُمّي بطريق الحرير؟

    كانت كلمة “الصين” في اللغة اليونانية القديمة تعني أرض الحرير! ولكن على الرغم من هذا فإنّ اسم طريق الحرير يُعدّ حديثّا نسبيًّا مقارنةً بقِدَمِ الطريق؛ حيث تمّ استخدام تسمية طريق الحرير من قِبل الجغرافي والمؤرخ الألماني فيرديناند فون ريتشهوفن في عام 1877، و كانت أبرز وأهم وأغلى البضائع التي تُنقل على هذا الطريق هو الحرير الذي تميزت بصناعته الصين، وكان استخدامه حكرًا على البلاط الإمبراطوري والأغنياء. 

    ما هو مسار طريق الحرير؟

    بدأ الطريق في شيان (التي كانت تُعتبر عاصمة سلالة هان في الصين) ليتبع سور الصين العظيم إلى الشمال الغربي، ويجتاز صحراء تاكلاماكان ليتسلق جبال بامير، ويَعبُر أفغانستان متجهًا إلى تركيا والشام عبر تدمر، من هناك تم شحن البضائع عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا، وعلى طول هذا الطريق كانت القوافل تسير لأشهرٍ متجاوزةً الصعاب المختلفة التي تتمثل بالتضاريس الصعبة وغارات اللصوص. 

    مسار طريق الحرير

    البضائع التي كانت تُنقل على طريق الحرير

    كانت القوافل التجارية تحمل مختلف البضائع مثل الفواكه والخضروات والماشية والحبوب والجلود والأدوات والأغراض الدينية والأعمال الفنية والأحجار الكريمة والمعادن وبالطبع الحرير. 

    ومن أشهر وأهم السلع التي تمت المتاجرة بها، والتي كان لها تأثيراتٍ كبيرةً على البشرية هي البارود والورق، حيث تم اختراع الورق في الصين في ظل حكم أسرة هان ووصل إلى الغرب عبر طريق الحرير ليساعد في قيام ثورةٍ فكريةٍ لاحقًا واختراع مطبعة غوتنبرغ 1440، لتصبح الكتب في متناول عددٍ كبيرٍ من الناس.
    يعدّ البارود أيضًا من الصادرات المهمة التي نُقِلت إلى الغرب على طريق الحرير حيث تم استخدامه في المدافع في أوروبا، ليترك أثرًا شديد الأهمية في التاريخ الإنساني بشكلٍ عام. 

    من الجدير  بالذكر أن أهم ما تم نقله عبر طريق الحرير لم يكن السلع والمنتجات، بل كان التأثيرات الثقافية واللغوية والاجتماعية بين الشعوب التي تفصلها مسافاتٌ شاسعةٌ، حيث سمح طريق الحرير بانفتاح الشرق على الغرب واندماج الشعوب مع بعضها ووصول الأفكار العلمية والتبادلات الثقافية والاختراعات التي لعبت دورًا مفصليًا في تقدم البشرية.    

    لوحات طريق الحرير

    تراث طريق الحرير

    لا تزال العديد من المباني والمعالم التاريخية قائمةً حتى يومنا هذا، وتشير إلى مرور طريق الحرير عبر القوافل والموانئ والمدن، ومع ذلك، فإن الإرث الطويل والمستمر لهذه الشبكة الرائعة ينعكس في العديد من الثقافات واللغات والعادات والأديان المتميزة والمترابطة التي تطورت على مدى آلاف السنين على طول هذه الطرق.

     لم يؤدِ مرور التجار والمسافرين من جنسياتٍ مختلفةٍ إلى التبادل التجاري فحسب، بل إلى عملية تفاعلٍ ثقافيٍّ مستمرةٍ وواسعةٍ.

    مهتمّ بخدماتنا؟

    أدخل بياناتك بالفورم أدناه وسنتواصل معك عبر واتساب.

      حددّ الخدمة المطلوبة

      لم تجد الخدمة المطلوبة في القائمة؟ تحقق من الموقع لاحقاً، نعمل على إضافة المزيد من المناطق المدعومة في الوقت الحالي.

      البلد

      شارك

      اترك ردّاً

      لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *