حقائق ومعلومات عن تصدير النفط من الشرق إلى أنحاء العالم
يُعتبر تصدير النفط أحد أهمّ المجالات التي تستحوذ على اهتمام الخبراء الاقتصاديين والمستثمرين، حيث يُشكّل تصدير النفط صناعةً قائمةً بحدّ ذاتها.
ومنذ منتصف خمسينيات القرن الماضي وحتّى يومنا هذا، أصبح النفط أهمّ مصدرٍ للطاقة في العالم، حيث تستند عليه سُبُل الحياة الحديثة.
كما يُعدُّ النفط أساس حركة النقل في العالم فهو يزوِّدُ المركبات على اختلافها بالطاقة اللازمة لتحريكها، بالإضافة إلى دخوله في صناعة العديد من المنتجات التي يستخدمها الناس في الحياة اليومية، مثل: البلاستيك والأسمدة والمنظفات والدهانات وحتى الأدوية وغيرها الكثير.
إلى جانب أهميته في الحياة اليومية، يلعب النفط دورًا كبيرًا في إنعاش اقتصاد البلدان المُصدِّرة له، وتوفير ملايين فرص العمل اللازمة من أجل تشغيل الشبكة اللوجستية العملاقة المسؤولة عن نقله وتوزيعه إلى العالم بعد استخراجه.
يتناول هذا المقال رحلة تصدير النفط من المنشأ إلى أنحاء العالم، وأكثر الدول تصديرًا واستيرادًا للنفط، بالإضافة إلى طرق ومراحل شحنه والناقلات المُستخدمة في عملية الشحن.
مهتمّ بخدماتنا؟
أدخل بياناتك بالفورم أدناه وسنتواصل معك عبر واتساب.
تمتلك العديد من البلدان مخزونًا هائلًا من النفط يقوم عليه اقتصادها ويُعتبر ركيزته الأساسية في بعض الحالات. فيما يلي لائحةٌ بالدول العشرة الأوائل في تصدير النفط، حيث تقدّم هذه الدول مُجتمعةً أكثر من ثلثي إجمالي صادرات النفط العالمية.
- الولايات المتحدة الأمريكية
أزاحت الولايات المتحدة الأمريكية المملكة العربية السعودية من المرتبة الأولى وأصبحت الآن أكبر دولةٍ مُصدِّرةٍ للنفط في العالم، حيث قامت الولايات المتحدة بتصدير حوالي 18.6 مليون برميلٍ من النفط يوميًا في عام 2020، وهذا الرقم يمثِّل 20% من الصادرات العالمية.
- المملكة العربية السعودية
تراجعت المملكة العربية السعودية إلى المرتبة الثانية في لائحة الدول المُصدِّرة للنفط في العالم في عام 2020، وقد كانت المملكة العربية السعودية مسؤولةً عن 11% من صادرات النفط العالمية في ذلك العام وبلغ إنتاجها اليوميّ حوالي 10.8 مليون برميل.
- روسيا
تحتلّ روسيا المرتبة الثالثة في القائمة وذلك بفضل مخزونها النفطي الكبير، وقد ساهمت صادرات النفط الروسية في عام 2020 بحوالي 11% من إجمالي صادرات النفط العالمية أيضًا، بإنتاجيّةٍ يوميّةٍ تبلغ 10.5 مليون برميل.
- كندا
تُعدّ كندا رابع أكبر الدول المُصدِّرة للنفط في العالم، حيث تُقدَّر صادراتها النفطية بحوالي 6% من الإمدادت العالمية في عام 2020، وقد قُدِّر إنتاجها بحوالي 5.2 مليون برميل يوميًّا.
- الصين
تأتي الصين في المرتبة الخامسة وقد ساهمت بحوالي 5% من صادرات النفط العالمية في عام 2020، بإنتاجيّةٍ يوميّةٍ تبلغ 4.9 مليون برميل.
- العراق
لطالما احتلّ العراق مراتب متقدّمةً في تصدير النفط للعالم إلّا أنه شهد تراجعًا ملحوظًا في عام 2020، ليحتل المرتبة السادسة عالميًّا بما يمثل 4.1% من الصادرات العالمية وإنتاجيّةٍ تُقدَّر بحوالي 4.1 مليون برميل يوميًّا.
- البرازيل
يبلغ إنتاج البرازيل من النفط حوالي 3.8 مليون برميل يوميًا وهي سابع أكبر دولةٍ مُصدِّرةٍ للنفط في العالم بحوالي ، وقد أسهمت البرازيل بحوالي 4% من إمدادات النفط العالمية في عام 2020.
- الإمارات العربية المتحدة
تحتل الإمارات العربية المتحدة المرتبة الثامنة مباشرةً بعد البرازيل حيث يُقدّر إنتاجها اليوميّ بحوالي 3.7 مليون برميل في اليوم، وقد تمّ تقدير مساهمتها في صادرات النفط العالمية في عام 2020 بحوالي 4% أيضًا.
- إيران
أسهمت إيران بحوالي 3% من الإنتاج النفطي العالمي في عام 2020، بواقع إنتاجيّةٍ يوميّةٍ قُدِّرت بحوالي 3 مليون برميل في اليوم الواحد.
- الكويت
تأتي الكويت في المرتبة الأخيرة بالنسبة للدول المُصدِّرة للنفط إلّا أنّ هذا الأمر يُعُدّ مثيرًا للإعجاب نظرًا لصغر مساحتها، وكما هو الحال بالنسبة لإيران، شاركت الكويت بنسبة 3% من الصادرات النفطية في عام 2020، إلّا أنّ إنتاجها اليوميّ كان أقلّ من إيران وقُدِّر بحوالي 2.7 مليون برميل.
هناك العديد من الدول التي تفتقر إلى وجود النفط ضمن أراضيها ولذلك تضطر إلى استيراده، إلّا أنّ أكبر الدول المُستوردة للنفط ليست تلك التي تفتقر إليه، بل التي تعتمد على استراتيجيةٍ تُدعى الاستيراد الصافي.
بشكلٍ مُبسّطٍ يمكن تعريف الدولة التي تعتمد على الاستيراد الصافي على أنها الدولة التي تشتري من البلدان الأخرى أكثر مما تبيعها خلال فترةٍ زمنيةٍ معينةٍ.
يمكن للبلد أن يشتري السلعة ويقوم باستيرادها من البلدان الأخرى التي تُنتِجُها، ومن ثمّ يبيع تلك السلعة لاحقًا. فيما يلي قائمةٌ بأكبر الدول من ناحية استيراد النفط تتصدرها دولتان تتبعان استراتيجية الاستيراد الصافي.
- الصين: 176.3 مليار دولار أمريكي (25.8% من النفط الخام المستورد)
- الولايات المتحدة: 81.6 مليار دولار (12%)
- الهند: 64.6 مليار دولار (9.5%)
- كوريا الجنوبية: 44.5 مليار دولار (6.5%)
- اليابان: 43.5 مليار دولار (6.4%)
- ألمانيا: 27.4 مليار دولار (4%)
- هولندا: 22 مليار دولار (3.2%)
- إسبانيا: 18.2 مليار دولار (2.7%)
- تايلاند: 17.6 مليار دولار (2.6%)
- إيطاليا: 16.2 مليار دولار (2.4%)
بعد استخراج النفط، تأتي عملية نقله المُعقدة من مكان الاستخراج إلى المرافىء ثمّ إلى الوجهة المقصودة. يمكن القول أنّ البنية التحتية اللوجستية المسؤولة عن نقل النفط وشحنه تُعتبر شديدة الضخامة والتفرع والتنوع.
هناك مجموعةٌ متنوعةٌ من الطرق التي يتم استخدامها لنقل النفط؛ بما في ذلك شبكةٌ واسعةٌ من خطوط الأنابيب، وناقلات شحنٍ ضخمةٍ عبر القارات.
- خطوط الأنابيب
تُعتبر خطوط الأنابيب هي الطريقة الأكثر كفاءةً وفعاليةً من حيث التكلفة عندما يتعلق الأمر بنقل النفط الخام والمنتجات البترولية برًّا، وخطوط الأنابيب عبارةٌ عن أنظمةٍ من أنابيب النقل الكبيرة التي تمرّ تحت الأرض ضمن شبكات توزيعٍ واسعة النطاق، وفي حين يُعتبر إعدادها مكلفًا، إلا أنها تتطلب القليل من الصيانة بعد إعدادها.
- النقل بالسكك الحديدية
تُستخدم كبائن السكك الحديدية المُصممة خصّيصًا من أجل نقل النفط الخام إلى المصافي أو حتّى توصيل الوقود المكرر إلى الوجهة النهائية المطلوبة، وتُعدّ السكك الحديدية وسيلةً فعالةً من حيث التكلفة لنقل النفط، حيث يشيع استخدام النقل بالسكك الحديدية في المناطق التي لا تفتقر إلى خطوط الأنابيب مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ معظم البلدان مجهزةٌ بأنظمة سككٍ حديديةٍ على نطاقٍ واسعٍ.
- ناقلات النفط
تُعتبر ناقلات النفط الضخمة أكثر الطرق كفاءةً وفعاليةً لنقل النفط الخام عبر المحيطات ومن بلدٍ لآخر، حيث يمكن لناقلات النفط الخام الكبيرة أن تحمل حمولةً تبلغ 500000 طن من النفط الخام، وهي الطريقة الأكثر اعتمادًا في نقل وشحن النفط من الموانئ إلى جميع أنحاء العالم.
هناك العديد من أنواع الناقلات التي تُستخدم في عملية نقل البضائع عبر المحيطات، ويمكن أن يعتمد تصنيف الناقلات على عدة عوامل مثل الاستخدام والبناء والحجم، إلّا أنّ أهمها هو ناقلات النفط العملاقة.
تمّ تصميم ناقلات النفط العملاقة لنقل المُنتجات البترولية بكمياتٍ كبيرةٍ؛ وتحمل هذه السفن الضخمة مجموعةً مُختلفةً من المنتجات تتراوح بين النفط الخام والمُنتجات المكررة، ويتم قياس حجمها بالطن ويصل حجمها إلى حوالي 55000 طن.
معظم ناقلات النفط هذه مملوكةٌ ومدارةٌ من قِبل مستوردي النفط التجاريين أو المُصدِّرين وحتى من قِبل الحكومات، ونظرًا لحجمها الهائل وقدرتها على نقل حمولاتٍ كبيرةٍ جدًّا دفعةً واحدةً، تُعدّ تكلفة شحن النفط باستخدمها أقلّ تكلفةً من أيّ وسيلة شحنٍ أخرى.
ما هي منظمة الدول المصدِّرة للنفط (أوبك-OPEC)
تأسست منظمة الدول المصدِّرة للنفط (أوبك) في بغداد، العراق، بتوقيع اتفاقيةٍ في سبتمبر عام 1960 من قِبل خمس دولٍ هي: جمهورية إيران الإسلامية والعراق والكويت والمملكة العربية السعودية وفنزويلا. وتُعتبر هذه الدول هي الأعضاء المؤسسين للمنظمة.
انضمت إلى هذه الدول فيما بعد قطر (1961)، إندونيسيا (1962)، ليبيا (1962)، الإمارات العربية المتحدة (1967)، الجزائر (1969)، نيجيريا (1971)، الإكوادور (1973)، الغابون (1975)، أنغولا (2007) وغينيا الاستوائية (2017) والكونغو (2018).
وقد أقرّ الاجتماع الوزاري التاسع عشر لأوبك وحلفائها، الذي عُقِد عبر الفيديو، يوم الأحد 18 يوليو 2021 بتعديل الإنتاج الإجمالي لزيادة إنتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل يومياً كل شهر بدءًا من أغسطس 2021.
في الختام، يمكن القول أنّ النفط يقدم أكثر من الطاقة فقط فهو يُعتبر أساسًا اقتصاديًا للكثير من البلدان، بالإضافة إلى دخوله في العديد من الصناعات وتأمين فرص العمل لملايين الناس.
مهتمّ بخدماتنا؟
أدخل بياناتك بالفورم أدناه وسنتواصل معك عبر واتساب.