مع تطور التجارة العالمية واتساع رقعة عمليات التبادل التجاري وتنوعها، أصبح لا بدّ من وجود شريكٍ يسهل جميع عمليات هذا التبادل ويسرعها، ويُعرف بالشريك اللوجستي. 

من هو الشريك اللوجستي؟ 

العملية اللوجستية: هي علم إدارة تدفق المعلومات والبضائع والطاقة والموارد الأخرى بما فيها البشرية من مناطق الإنتاج إلى مناطق الاستهلاك، أما الشريك اللوجستي فهو المسؤول عن إتمام العملية اللوجستية بكل تفاصيلها (وغالبًا ما يكون الشريك اللوجستي هو شركةٌ مختصةٌ بهذا المجال).

 تتضمن مهمة الشريك اللوجستي جمع المعلومات الكاملة حول البضائع المراد استيرادها أو تصديرها، وعمليات الشحن والنقل، إضافةً للجرد وعمليات التخزين والتوضيب والتغليف.

تطورت العمليات اللوجستية خلال العقود الماضية لتصبح جزءًا أساسيًا من عمليات التجارة العالمية، وتحتاج العمليات اللوجستية لكياناتٍ أو أفراد محترفين في هذا المجال، لتسير عمليات التوريد بشكلٍ سلسٍ وآمن. 

أنواع العمليات اللوجستية 

يُقسّم الخبراء العمليات اللوجستية لعدة أنواع:

اللوجستية الإدارية

تعتبر جزءًا أساسيًا من عمليات التخطيط والتطبيق والتحكم  بحركة البضائع وتخزينها بشكلٍ آمنٍ وسليم.

لوجستية الإنتاج

تتعلق بعمليات توريد البضائع الخام والمواد الأساسية إلى المصانع، ومن ثم القيام بتوزيع المنتجات، وتعتبر مهمة الحفاظ على تدفق البضائع الخام للمصنع مهمةً أساسيةً، توكل هذه المهمة للشريك اللوجستي لاستمرار دوران عجلة الإنتاج. 

من مهام اللوجستية الإنتاجية الإشراف على تصميم المصانع من الداخل؛ للحفاظ على سير عمل المصنع سواءً من الناحية البشرية أو من ناحية الموارد الأخرى، ومن مهامها أيضًا تحديد مدى إمكانيات المصنع لاستيعاب البضائع الواردة وعدد العمال، وطول خطوط الإنتاج.

لوجستية الطرف الثالث

هي عبارةٌ عن منظومة إدارة المستودعات والتحكم بها، بالرغم من أن الخبراء يميزون بين إدارة المستودعات وأنظمة التحكم فيها. فأنظمة إدارة المستودعات مهمتها توقع الخطط اليومية أو الأسبوعية، اعتمادًا على إحصائيات وبيانات إضافةً لعوامل أخرى.

أما أنظمة التحكم المستودعاتية فمهمتها الإشراف على العمليات اللوجستية الحقيقية (إدخال المواد أو إخراجها من المستودعات).

قد تعترض العمليات اللوجستية بعض العوائق منها: 

اتساع المساحة الجغرافية، وقلة عدد السكان، مما قد يؤثر إما على سرعة التوصيل، أو على أسعار هذه الخدمات، بحيث يصبح من الصعب تأمين بعض الخدمات في مثل هذه الجغرافية بأسعارٍ منخفضة. 

أخطاء قد تُرتكب عند اختيار الشريك اللوجستي 

• الشراكة مع أكثر من شريكٍ لوجستي بنفس الوقت، يؤدي لعدم نشوء علاقةٍ قويةٍ واستراتيجيةٍ مع الشريك على المدى الطويل، مما يُسبب خسارة بعض العروض الموسمية التي تحتاجها في كثيرٍ من الأحيان، كخدمات التوصيل المجاني وخيارات الدفع عند الاستلام.
• التعامل مع الشريك اللوجستي كأداةٍ للتوصيل فقط وليس كشريك، لأن العملية اللوجستية فيها الكثير من التعقيد؛ بدءًا من إدارة المعلومات ومعالجتها بين كل من التاجر -سواء كان مُصدر أو مُستورد- والشريك اللوجستي ومراكز التخزين، لأن الانسجام بين جميع هذه الأطراف يُقلل من وقوع الأخطاء ويُساعد بتأدية المهام بكفاءةٍ عاليةٍ، فحدوث الأخطاء يبدأ غالبًا بأول سلسلة التوريد ولا تَظهر إلا عند التوصيل.

إيجابيات الشريك اللوجستي 

إن عقد الشراكة مع شريكٍ لوجستي ضرورةٌ ملحةٌ لتطوير مجال عملك ولها العديد من الإيجابيات: 

• التركيز على الجوانب الأساسية في مشروعك وتوفير الوقت لذلك.
• الاستفادة من البنية التحتية للشريك اللوجستي كمراكز خدمة العملاء وخدمة تجميع الطلبات.
•  الاستفادة من شبكات التوصيل للشريك اللوجستي لأغلب المناطق حتى المناطق النائية والقرى.
• الاستفادة من السمعة التسويقية للشريك اللوجستي  وخاصةً في بداية انطلاق مشروعك.
• الاستفادة من الأنظمة التكنولوجية التي قد يوفرها الشريك اللوجستي والتي تُسهل عليك إنشاء طلباتٍ جديدة، وإشعاراتٍ لزبائنك، وتحديد مواقع الزبائن وعناوينهم، وإنشاء الفواتير وبيانات المحاسبة. 
• التعامل الاحترافي للشريك اللوجستي مع العملاء لاتباعه سياساتٍ خاصة في التعويض وإدارة الدفوعات والخصوصية.
• التوفير على التجار والشركات بإنشاء أسطولٍ خاص للتوصيل.
• الاستفادة من الطاقة الاستيعابية الكبيرة للشريك اللوجستي.
• المساعدة على فهم طبيعة المشاريع لدى المستثمرين بشكلٍ أكبر، وفهم احتياجات هذه المشاريع لأن الشريك اللوجستي يكون قد تعامل مع عشرات المشاريع الأخرى المشابهة.

إضافةً لما سبق هناك أسبابٌ أخرى مختلفةٌ للتعامل مع شريكٍ لوجستي بحسب طبيعة المشروع وخصوصيته، لذلك يجب الحرص على الاهتمام بالجانب اللوجستي لإنجاح أي مشروعٍ تجاري، قد يُغني ذلك عن الوقوع بأخطاء كبيرة تؤدي إلى فشل المشروع.

يتوجب على الشركات التجارية التي تريد أن تتطور ماليًا ومهنيًا أن تبحث عن شريكٍ لوجستي محترف يؤدي مهامها بشكلٍ جيدٍ واختصاصي، ومن أبرز مهام الشريك اللوجستي تقديم خدماتٍ كثيرةٍ كالتوصيل من الباب إلى الباب، وتأمين البضائع وتوضيبها وشحنها بأسعارٍ معقولةٍ وإيصالها بشكلٍ آمن، استخلاص جميع الأوراق الجمركية الخاصة لشحنة البضائع، كما تُقدم جميع هذه الخدمات بأسعارٍ تنافسية.

مما سبق نجد أن التأسيس لمشاريع تجاريةٍ ناجحةٍ يحتاج للعديد من الخطوات المهمة والأساسية كالتخطيط والتنظيم وبناء علاقةٍ ناجحةٍ مع شريكٍ لوجستي محترف، كما أن التطور الكبير في عالم التجارة والتطور التقني والتكنولوجي الذي وصل إليه العالم، أصبح التسوق عبر الإنترنت تجارةً رائجةً، قد تطلب شريك لوجستي يعمل على التوصيل وترتيب جميع أمور البيع والشراء.