أهمية الشحن في الاقتصاد العالمي: تأثيره على التجارة العالمية وتطور الاقتصاد
تُعدُّ التجارة نشاطًا إنسانيًّا موغلًا في القِدم، فقد بدأ الناس يتداولون السلع التي تفيض عن حاجتهم ويقايضوها بما هو ضروري منذ الأزل.
مع النشاط التجاري هذا، كان التاجر ينقل البضائع من مكانٍ لآخر ولربما يمكننا القول أنه أقدم أشكال الشحن.
قد تتفاجأ عندما تحاول التفكير بالمسافات التي كانت تقطعها القوافل المُحمّلة بشتّى أنواع البضائع وتعتريك الدهشة من هول المصاعب والعقبات التي كانت تواجهها في الطريق.
تلك الطُرق البدائية التي اقتصرت على استخدام الدّواب والسفن الشراعية، والتي ساهمت بشكلٍ كبيرٍ في نشوء مُدُنٍ وحضاراتٍ اعتمد اقتصادها على القوافل التجارية، لاحقًا تطورت شيئًا فشيئًا حتى أصبحت تستخدم طائرات وسُفُن بهياكل عملاقةٍ وأساطيل من الشاحنات.
في يومنا هذا، يمكننا القول أنّ الشحن يُعدّ الشريان الذي يمدُّ الاقتصاد العالمي بالحياة ويؤثر بشكلٍ ملموسٍ على التجارة العالمية وتطوّر الاقتصاد.
مهتمّ بخدماتنا؟
أدخل بياناتك بالفورم أدناه وسنتواصل معك عبر واتساب.
إلاّ أنّ موضوع الشحن عادةً ما يؤخذ بشكلٍ بديهيّ دون الانتباه إلى أهميته ودوره الفعّال في تغيير وجه الاقتصاد. سنتعرف معًا في هذا المقال على أهمية الشحن وتأثيره على الاقتصاد والتجارة العالمية.
ما هو الشحن؟
يمكننا بشكلٍ مُبسّطٍ أن نُعرّف الشحن على أنّه نقل البضائع من مكانٍ لآخر، لكن الأمر ليس كذلك وحسب، فالشحن يشمل العديد من الخدمات بما فيها التعبئة والتغليف والتحميل والتخزين والتبريد والفحص والتخليص الجمركي وأيّ عمليةٍ أُخرى حتى لحظة وصول البضائع إلى العميل.
مع اعتماد الناس على التسوق من المتاجر الإلكترونية وبشكلٍ خاصّ بعد جائحة كوفيد 19، ازدهرت أعمال الشحن بشكلٍ ملحوظٍ قياسًا بالسنوات السابقة.
وهنا لابدّ لنا من الإشارة إلى أن نشاط الشحن قد كان على مقاييس محليّةٍ وعالميةٍ، حيث ارتفع الطلب على الكثير من المواد أهمها المعقمات والأقنعة والأدوية، واعتمد الناس على خدمات الشحن لتوصيل جميع احتياجاتهم وهم في بيوتهم في الحجر الصحي، ولا ننسى الدور المفصلي الذي لعبته عملية الشحن في إيصال اللقاح إلى كافة البلدان.
ما هي أنواع الشحن؟
هناك ثلاثة طرقٍ للشحن وهي الشحن البري والشحن البحري والشحن الجوي.
- الشحن البري: يتم عن طريق البر بين الدول والمناطق المُتصلة ببعضها برًّا، تجري عملية الشحن البري عن طريق استخدام شاحنات النقل الثقيل أو حتى القطارات في بعض الدول.
- الشحن البحري: شحن البضائع البحري هو أحد أنواع الشحن الدولي، ويعتبر واحدًا من أقدم أنواع الشحن، و تتم عملية نقل البضائع عن طريق الشحن البحري باستخدام السفن و البواخر الكبيرة، و أهم ما يتم نقله بواسطة السفن هي الحاويات الكبيرة و البضائع الثقيلة وكبيرة الحجم.
- الشحن الجوي: يُعتبر من الطرق السريعة والآمنة والمرغوبة للبضائع التجارية أو الشحنات الخاصة والطبية والأجهزة. تجري عملية شحن البضائع جوًّا باستخدام طائراتٍ مخصصةٍ.
ما هي أهمية الشحن بالنسبة للاقتصاد العالمي؟
أولًا دعنا عزيزي القارئ أن نجد إجابةً لهذا السؤال، ما هي أهمّ العناصر في الاقتصاد؟ الجواب بسيطٌ جدًّا، إنها الصادرات والواردات أو بعبارةٍ أُخرى التعاملات التجارية ما بين البُلدان. هل يُمكن لهذه التبادلات أن تتم دون عملية الشحن؟ بالطبع لا!
تلعب عملية الشحن دورًا فعّالًا في تطور الاقتصاد وتؤثر على التجارة العالمية، حيث أن نشاط الشحن بين الدول يُعدّ مؤشّرًا حيويًّا على قوة الاقتصاد العالمي، فالبضائع تُنقل من مكانٍ لآخر ويتم شحن كلّ المواد اللازمة والضرورية في الحياة مثل النفط والمواد الخام للصناعات والطعام والأدوية على سبيل الذكر لا الحصر.
وبالتالي يساعد الشحن على ازدهار التجارة العالمية وتطور اقتصاد البلدان التي تنقُصها بعض المواد وتحصل عليها عن طريق الشحن.
هناك أمثلةٌ واقعيةٌ على حدوث تعطيلٍ في حركة الشحن، أشهرها انسداد قناة السويس من قِبل السفينة العملاقة إيفر جيفن منذ 23 وحتى 29 من شهر مارس المُنصرم.
الأمر الذي أدى إلى تعطيل حركة الشحن البحري في القناة التي يمرُّ عبرها حوالي 12% من حركة الشحن العالمية، وقُدّرت الخسائر بسبب تعطيل القناة بحوالي 10 مليار دولار في الأسبوع، ولك أن تتخيل عزيزي القارئ ما قد يحصل لو توقفت عملية الشحن بشكلٍ كاملٍ.
ختامًا، يمكننا القول أنّ عملية الشحن تؤثّر بشكلٍ واضحٍ على الاقتصاد العالمي والتجارة العالمية لما لها من أهميّةٍ بربط البلاد ببعضها وإيصال البضائع الهامّة لوجهتها وهي تُساهم فعليًا في تطور الاقتصاد بشكلٍ عام.
مهتمّ بخدماتنا؟
أدخل بياناتك بالفورم أدناه وسنتواصل معك عبر واتساب.