قصّة سفينة الشحن Ever Given وكيف أغلقت قناة السويس
جميعنا نعاني من الأزمات المرورية والازدحامات الخانقة في حياتنا اليومية فهي مشكلةٌ كبيرةٌ تؤثّر على وصولنا إلى أعمالنا بالوقت المحدد أو حتى تهدّد وصول المرضى إلى المستشفيات قبل فوات الأوان. وتعدُّ الاختناقات الطُرقيّة شائعةً جدًّا خصوصًا في المُدن الكبرى لكن هل سمعت من قبل بازدحاماتٍ بحريّةٍ وطوابير سُفنٍ تصطف لأجل المرور؟
إنّه لأمرٌ صعبُ التصديق إلّا أنه حصل بالفعل حيث جنحت سفينة شحنٍ عملاقةٍ في قناة السويس مما أدى لانسدادها وتعطل حركة المرور البحريّة فيها. وتعدُّ قناة السويس من أهمّ الممرات المائية في العالم يبلغ طولها نحو 193 كم وعرضها حوالي 225 م.
وتقع على بعد حوالي 120 كيلو مترًا شرق القاهرة، وتربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر، مما يسمح بالشحن المباشر من أوروبا إلى آسيا.
يمرُّعبر القناة ما يقرب من 12 ٪ من حركة الشحن في العالم وجزءٌ كبير من إمدادات النفط. فما الذي حصل في قناة السويس؟ وكيف تمّت معالجة المشكلة؟ وما هي الأضرار التي نجمت عن هذا الحادثة؟ لنتعرّف معًا على تفاصيل قصّة أزمة قناة السويس المروريّة!
مهتمّ بخدماتنا؟
أدخل بياناتك بالفورم أدناه وسنتواصل معك عبر واتساب.
لقد تطلّب الأمر عشر سنواتٍ وأكثر من 1.30 مليون عاملٍ لإتمام بناء قناة السويس ووضعها في الخدمة لتصل البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط في عام 1869 اختصرت مسافاتٍ شاسعةً وأصبحت عقدة وصلٍ حيويّة تعبرها السفن الآتية من أقاصي الشرق إلى الغرب وبالعكس. ولم يتطلّب أمر تعطيلها وإيقافها أكثر من يومٍ واحدٍ حيث جنحت سفينة شحنٍ ضخمةٍ باسم ايفر غيفن تابعةٌ لشركة إيفرغرين التايوانية لتسدّ بذلك قناة السويس وتعطّل حركة الملاحة عبرها.
ما الذي حصل مع سفينة الشحن ايفر غيفن؟
كانت السفينة التي يبلغ طولها 400 متر وعرضها 59 مترًا بحمولةٍ إجماليةٍ تقدّر بحوالي 224 ألف طن تعبر القناة قادمةً من البحر الأحمر في رحلتها من الصين متجهةً إلى روتردام في هولندا حيث جنحت يوم الثلاثاء الماضي 23/مارس وعلقت في مجرى قناة السويس. وبحسب بيان لهيئة قناة السويس، أدى سوء الأحوال الجوية المصحوب بعاصفةٍ ترابيةٍ إلى فقدان التحكم في السفينة البالغة حمولتها ألف طن وجنوحها في الجزء الجنوبي من قناة السويس بشكلٍ قطريٍّ من الضفة إلى الضفة. أدى هذا الأمر إلى انسداد الطريق أمام 367 سفينةٍ بما في ذلك العشرات من سفن الحاويات وناقلات البضائع وجعلها غير قادرةٍ على استخدام الطريق التجاري الرئيسي.
ما هي الأضرار التي نجمت عن إغلاق قناة السويس؟
يمرّ حوالي 12٪ من التجارة العالمية وحوالي مليون برميل من النفط وحوالي 8٪ من الغاز الطبيعي المُسال عبر القناة كل يوم. وقدّر محلّلو الشحن البحري أنّ الازدحام المروري أدّى إلى توقف التجارة العالمية بنحو 10 مليارات دولار يوميًا.
ولا بدّ أن هذه التأخيرات مكلفةٌ للغاية بالنسبة لأصحاب السفن التي تنتظر عبور القناة. حيث كان بعض مالكي السفن قد قرروا بالفعل محاولة خفض خسائرهم وإعادة توجيه السفن للمرور حول رأس الرجاء الصالح في الطرف الجنوبي من إفريقيا الأمر الذي يطيل رحلات الشحن بأسابيع إضافية. لا يقتصر ضرر انسداد قناة السويس على صناعة الشحن العالمية أو الاقتصاد المصري فحسب فقد تأثر أيضًا عدد لا يحصى من الشركات من مزودي النقل المحلي إلى تجار التجزئة ومحلات السوبر ماركت والمُصنعين. حيث سيحصل تأخيرٌ في وصول السلع الاستهلاكية للأسواق، وتضرر بعض القطاعات الصناعية من تأخر شحنات المواد.
كيف تمّ معالجة أزمة إغلاق قناة السويس وتعويم سفينة الشحن؟
بعد جنوح سفينة الشحن العملاقة ايفر غيفن يوم الثلاثاء 23/مارس وسدّها للقناة، تمّ بذل مجهودٍ كبيرٍ حيث جرّب المنقذون العديد من الحلول مثل سحب السفينة باستخدام زوارق القطر، والتجريف أسفل الهيكل ، واستخدام محمل أمامي لحفر الضفة الشرقيّة ، حيث كان قوس مقدّمة السفينة عالقًا لكن الحجم والوزن الهائل للسفينة – 200000 طن متري – حال دون تحرّك السفينة من مكانها.
بالإضافة إلى استخدام أكثر من عشرة زوارق قطر لإجراء مناورات سحبٍ من ثلاثة اتجاهات لتقويم السفينة حيث عملت قاطرتان على شدّ مقدمة السفينة، بينما قامت ست قاطرات بدفع السفينة جنوباً بالاعتماد أيضًا على ارتفاع منسوب المياه ليتمكنوا يوم الأحد 28/مارس من تحرك السفينة بمقدار 30 درجة.
ثم استؤنفت الجهود لتحرير السفينة عندما أدى المدّ إلى ارتفاع منسوب المياه مرة أخرى لتتحرر أخيرًا بشكلٍ كاملٍ يوم الإثنين 29/مارس بعد مرور حوالي أسبوع على تعطيلها.
وبهذا تُختم قصةٌ شغلت الناس والدول على حدٍّ سواء في جميع أنحاء العالم أضاءت على مدى أهمية قناة السويس وكونها تعتبر أحد أهم شرايين التجارة العالمية.
مهتمّ بخدماتنا؟
أدخل بياناتك بالفورم أدناه وسنتواصل معك عبر واتساب.