مستقبل الشحن الجوي في السنوات القليلة القادمة

 تراجعت عمليات الشحن الجوي نتيجة الإغلاق الذي تسبب به وباء كوفيد-19، ثم انتعش هذا القطاع من جديد بعد ازدياد الطلب عليه مقارنةً بوسائل الشحن الأخرى، من المتوقع استمرار ارتفاع أسعار الشحن الجوي بسبب زيادة الطلب عليه وقدرته الاستيعابية المحدودة، مما وضعه أمام تحدياتٍ عديدةٍ لتلبية حاجات السوق المتزايدة في السنوات القادمة. 

أسباب انتعاش الشحن الجوي

من أسباب انتعاش الشحن الجوي ازدهار التجارة الإلكترونية، وتطور خدمات الشحن في الأسواق الناشئة، لكن الأهم من كل ذلك كان شحن المعدات الطبية والأدوية ومعدات الوقاية الشخصية التي ازداد الطلب عليها في السنوات الماضية، فقد كان للإغلاق العالمي الذي سببه كوفيد-19 دورًا إيجابيًا في تحفيز التكيف مع المتغيرات والأزمات التي قد تطرأ على السوق العالمية مستقبلًا، بحيث يتعاملون مع هذه الأزمات بمرونةٍ أكبر وسرعةٍ لتفادي أية خسائر قد تحلّ بمؤسساتهم وشركاتهم.

في عام 2021 كان للشحن الجوي الحصة الأكبر من أرباح شركات الطيران، هذه الشركات قامت بتعديل العديد من طائراتها لتتسع لكميةٍ أكبر من السلع المشحونة من خلال إزالة مقاعد الركاب وزيادة قدرة الطائرات على حمل كميةٍ أكبر من البضائع.

اقرأ أيضًا: ما هي منصة الشحن الرقمية؟ وكيف يمكنك تأسيس منصتك الخاصة؟

مهتمّ بخدماتنا؟

أدخل بياناتك بالفورم أدناه وسنتواصل معك عبر واتساب.

    حددّ الخدمة المطلوبة

    لم تجد الخدمة المطلوبة في القائمة؟ تحقق من الموقع لاحقاً، نعمل على إضافة المزيد من المناطق المدعومة في الوقت الحالي.

    البلد

    أهم العوامل المؤثرة في مستقبل الشحن الجوي

    يواجه الشحن الجوي العديد من التحديات، سواءٌ من حيث السرعة في التوصيل، والمنافسة في الأسعار، وتلبية حاجات العملاء المتزايدة، ومدى نجاحها يتوقف على تغلبها على تلك العقبات. وأبرز الأمور التي ستساعد على تطور خدمات الشحن الجوي مستقبلًا هي:

    • التجارة الإلكترونية

    للتجارة الإلكترونية العالمية دورٌ كبيرٌ في تطور عمليات الشحن الجوي، فخلال الخمسة عشر عامًا الماضية ارتفعت نسبة التجارة الإلكترونية بحوالي 2%، ومن المتوقع أن تزداد هذه التجارة حوالي 10-15% خلال السنوات المقبلة، كما أن المبيعات عبر الإنترنت قد تزداد لحوالي 25% سنويًا، كل ذلك سينعكس بشكلٍ كبيرٍ على عمليات الشحن الجويو، التي ستقوم بربط أسواق شرق آسيا مع أسواق أوروبا وأمريكا الشمالية. 

    إن أهمية الشحن الجوي بالنسبة للتجارة الإلكترونية تكمن في قدرته على تسليم الشحنات خلال وقتٍ قصيرٍ لا يتجاوز 72 ساعة، بالرغم من أن الخبراء يتوقعون أن الأسواق التي تعتمد على التجارة الإلكترونية ستصل لمرحلةٍ تتوقف عن النمو، مع أن معدلات نموها السنوي وصلت إلى 20 %، لذلك يتوجب على شركات الشحن الجوي الاستعداد لذلك من خلال إنشاء سلسلة توريدٍ متكاملة. 

    • ازدياد الشراكات 

    لن يكون المستقبل لشركةٍ دون أخرى، وإنما سيكون نجاح كل الشركات متعلقًا بتعاونهم فيما بينهم، وهذا سيؤدي إلى تنسيقٍ أكبر وتعاونٍ بين شركاء العمليات اللوجستية؛ لتحسين القدرة على التنبؤ باحتياجات السوق، بحيث يتم ضخ البضائع في الأسواق عند الحاجة إليها، وتجنب الفائض من ذلك. 

    • رقمنة الشَحن الجوي

    إن مستقبل الشحن الجوي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتكنولوجيا الرقمية المتطورة، وشركات الشحن التي يمكن لها الاستمرار والتطور والنجاح هي الشركات التي تعتمد على تقنية الذكاء الرقمي.

    تسعى الشركات إلى تقليل استخدام الورق قدر المستطاع، بحيث يتحول كل شيءٍ سواءٌ الفواتير وتتبع الشحنات إلى سجلاتٍ رقمية، والتي تعتبر صديقةً للبيئة، كما يمكن استخدام تطبيقاتٍ تابعةٍ لشركات الشحن بحيث تُقلل الجهد وتوفر الوقت، وتوفر للعملاء سرعةً أكبر وسهولةً في تتبع شحناتهم، وتقلل الخطأ البشري مما يمنح العملاء ثقةً أكبر. 

    • نمو الأسواق الناشئة

     النمو السريع للاقتصاد الآسيوي دفع بدولٍ مثل الصين لزيادة أسطول طائرات شحنها الجوي، وتطوير خطوطها الجوية، ففي يوليو 2018 تمكنت شركات الشحن الجوي الصينية من نقل ما يزيد عن 595 ألف طن، أي بنسبة 8.7 % من عمليات الشحن العالمية، وهي أعلى بكثيرٍ من مجمل الشحن الجوي العالمي الذي بلغ 2.1 %.

    مع العلم أن الصين ستحتاج امتلاك  حوالي 200 طائرة شحن و470 طائرة شحنٍ محولة، لتتمكن من مواكبة النمو في قطاع الشَحن الجوي خلال العشرين سنة القادمة.

    • طائرات الشحن المستقبلية

    لاحقًا ستعمل شركات الشحن الجوي على التكيف مع الأسواق الجديدة، من خلال نقل البضائع بشكلٍ أسرع وخاصةً إلى المناطق النائية التي لا تتوفر فيها المرافق والمطارات. لذلك يُطلب من الصنّاع الاعتماد على الطائرات بدون طيار، التي تسعى شركات صناعة الطائرات لتطويرها بحيث يمكنها أن تحمل حمولةً تصل إلى 500 رطل، كما أنها تطور جيلًا من الطائرات ذاتية التحليق.

    مع العلم أن الصين قد دخلت هذا المجال بقوةٍ من خلال العمل على تطوير طائرات مستقبلية، بحيث تتمكن هذه الطائرات ذاتية القيادة من حمل بضائع قد يصل وزنها إلى 1.2 طن على ارتفاع 16000 قدم، وبقدرة طيران تصل إلى 745 ميلًا.

    من المقرر أن تستلم إندونيسيا خلال الفترة المقبلة ما يزيد عن 100 طائرةٍ ذاتية القيادة تُستخدم لعمليات الشحن، وذلك من أجل تأسيس شبكةٍ من الخطوط الجوية التجارية لربط مناطق إندونيسيا النائية مع بعضها، وخاصةً تلك التي لا يتوفر فيها مطارات.

    أما شبكة أمازون العملاقة تعمل على تطوير طائراتٍ بدون طيار لتوصيل البضائع بشكلٍ آمنٍ وفعال، بحيث يمكن لهذه الطائرات إيصال البضائع للعملاء خلال نصف ساعةٍ أو أقل.

    ختامًا، مع التطور التقني والتكنولوجي كان لابد لشركات الشحن الجوي أن تتجه بشكلٍ أكبر نحو التكنولوجيا، وخاصةً ما يعرف بالذكاء الصناعي، مما يجعلها أسرع في تلبية احتياجات العملاء ويمنحها ثقتهم. 

    المصادر: 1 2 3

    مهتمّ بخدماتنا؟

    أدخل بياناتك بالفورم أدناه وسنتواصل معك عبر واتساب.

      حددّ الخدمة المطلوبة

      لم تجد الخدمة المطلوبة في القائمة؟ تحقق من الموقع لاحقاً، نعمل على إضافة المزيد من المناطق المدعومة في الوقت الحالي.

      البلد

      شارك

      اترك ردّاً

      لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *