كل ما تحتاج معرفته عن تسليم الميل الأخير
يُعتبر تسليم الميل الأخير جزءًا لا يتجزّأ من التغيرات التي تطرأ على الأنشطة التجارية تماشيًا مع التكنولوجيا الحديثة. يسعى تجّار التجزئة دائمًا إلى الحصول على رضا الزبائن وثقتهم عبر تقديم أفضل الخدمات، ونظرًا لأن المستهلكين يتجهون بشكلٍ متزايدٍ إلى المتاجر الإلكترونية للحصول على حاجياتهم، فإن التنفيذ السريع للطلبات يُعتبر حجر الأساس بالنسبة لتلك المتاجر لتقديم الخدمات التي يرغب بها العملاء، هنا يأتي دور تسليم الميل الأخير، حيث يُعتبر أحد أكبر التحديات التي تواجه شركات التجارة الإلكترونية وشركات الخدمات اللوجستية، وأعلاها كلفةً في سبيل تنفيذ طلبات العملاء بسرعةٍ وكفاءةٍ وموثوقيّةٍ مع الحفاظ على انخفاض التكاليف. فما هو التسليم للميل الأخير؟ وما هي اللوجستيات الكامنة وراء هذا المصطلح؟ يقدم هذا المقال معلوماتٍ وافيةٍ حول هذه الأسئلة، بالإضافة إلى عرض التحديات التي ينطوي عليها.
تعريف تسليم الميل الأخير
يُعرف تسليم الميل الأخير على أنّه حركة البضائع من المستودعات أو مراكز الإيفاء إلى وجهة التسليم النهائية، وهو الخطوة الأخيرة في عملية الشحن التي تنتهي بوصول الحزمة إلى يد العميل.
لكن العمليات اللوجستية المُتعلّقة بتسليم الميل الأخير تُعدّ أكثر تعقيدًا من مجرد الشحن من النقطة أ إلى النقطة ب، حيث يكون الهدف من لوجستيات الميل الأخير هو تسليم الطرود إلى المُشتري في أسرع وقتٍ وأقل تكلفةٍ ممكنين، وهو المفتاح لنيل رضا العملاء عبر تحقيق توقعاتهم وتقليل وقت انتظارهم لطرودهم إلى الحدّ الأدنى الممكن.
مهتمّ بخدماتنا؟
أدخل بياناتك بالفورم أدناه وسنتواصل معك عبر واتساب.
أهميّة تسليم الميل الأخير
لكل مرحلةٍ من مراحل العملية اللوجستية لتسليم المنتجات أهميتها الخاصة؛ ولكن يمكن القول أنّ أهمّها هي المرحلة الأخيرة قبل وصول الحزمة إلى باب العميل.
بعبارةٍ أخرى، تعدّ الخدمات اللوجستية نقطة الاتصال الوحيدة بين العميل والعلامة التجارية، وبالتالي تعطي لعملية تسليم الميل الأخير أهميةً بالغةً، حيث تؤثر على تجربة العميل الأخيرة وانطباعاته حول المتجر الذي تعامل معه.
تأتي أهمية التسليم للميل الأخير أيضًا من تأثيرها في الحفاظ على ولاء العملاء ورضاهم عندما تتم العملية بكفاءةٍ وفعاليةٍ، حيث يميل العملاء الذين لا يتلقون منتجاتهم بالسرعة الكافية إلى البحث عن منتجاتهم في مكانٍ آخرٍ يقدّم خيارات توصيلٍ أفضل.
يمكن القول أن الشحن في غضون يومين أصبح المعيار الجديد، وأصبح التسويق السريع والشحن المجاني الآن استراتيجية تسويقٍ شائعةٍ تتمحور حول العملاء بالنسبة لشركات التجارة الإلكترونية.
التحديات التي ينطوي عليها تسليم الميل الأخير
على الرغم من الدور الإيجابي الكبير الذي يقوم به تسليم الميل الأخير، بالأخص من حيث بناء علاقة ثقةٍ متينةٍ بين العميل والمتجر، إلّا أنّ الأمر لا يخلو من التحديات والمصاعب التي تجعل العملية معقدةً ومكلفة. يمكن تلخيص هذه التحديات بما يلي:
- تكاليف الشحن المرتفعة للغاية
للتنافس مع كبار تجار التجزئة، تحاول العلامات التجارية الاستثمار في التكنولوجيا والبنى التحتية والقوى العاملة لتلبية طلبات العملاء، وشحنها بسرعةٍ مع الحفاظ أيضًا على انخفاض التكاليف اللوجستية الإجمالية في سبيل المحافظة على هوامش الربح الإجمالية.
هنا يكمن التحدّي، حيث يميل المتسوقون إلى اختيار شركات الشحن التي تقدم خدمة التوصيل المجاني، وتكون هذه الخدمة عاملًا هامًّا في نظر العملاء لدى شرائهم من المتاجر الإلكترونية، حيث يميل أكثر من نصف المستهلكين للتخلّي عن مشترياتهم عبر الإنترنت بسبب تكاليف التوصيل؛ وبالتالي تقع تكاليف تسليم الميل الأخير على عاتق الشركات وتجّار التجزئة.
وفقًا لتقرير التسليم الصادر عن موقع بزنس إنسايدر إنتلجينس-Business Insider Intelligence، تشكل تكاليف التوصيل في الميل الأخير 53٪ من إجمالي تكلفة الشحن.
- صعوبة تنفيذ التسليم في نفس اليوم
يصعب التحكم في سرعة التسليم بمجرد خروج الطرد من المستودعات للتسليم، حيث تعتمد كفاءة التسليم في الميل الأخير على عدة عوامل يمكن أن تكون خارج سيطرة الشركة.
يمكن لهذه العوامل أن تشمل الكثير من المتغيرات، مثل عدد الطلبات التي يتم تصنيفها وتعبئتها كل يوم، وعدد مرات استلام الطرود من قبل شركة النقل، وقرب نقاط التسليم من المستودع ومراكز الإيفاء،بالإضافة إلى موقع المستودع (في الريف أو في المدينة).
لذلك، فإنّ مواكبة توقعات العملاء بتسليم طرودهم بأسرع وقتٍ ممكنٍ، يُعتبر تحدّيًا كبيرًا يواجه تجّار التجزئة وشركات الشحن والشريك اللوجستي على حدٍّ سواء.
- نماذج التوجيه التقليدية
بدون وجود أدوات واستراتيجيات توجيهٍ عالية الكفاءة، يكون من الصعب وحتى من المستحيل ضمان التنفيذ الفعال – من حيث التكلفة- لعمليات التسليم للميل الأخير.
تعتمد نماذج التوجيه التقليدية بشكلٍ كبير على العمليات اليدوية، الأمر الذي يُصَعِّب من إدراك ومراعاة جميع العوامل التي تؤثر على تحديد طرقٍ عالية الإنتاجية.
بالتالي، من الضروري جدًّا إيجاد نماذج توجيهٍ فعالةٍ أكثر، يمكن لها أن تقوم باتخاذ القرارات المناسبة لتفادي تأخير عملية التسليم، مثل تغيير المسار بناءً على عوامل الطقس وازدحام المرور وإغلاق الطرق المفاجئ وغيرها الكثير.
- ضعف الرؤية اللوجستية وجمودها
تعد بنية سلسلة التوريد القديمة وعمليات التسليم التقليدية ذات قابلية التشغيل البيني الضعيفة، من الأسباب الرئيسية وراء ضعف رؤية العمليات اللوجستية وجعلها تستغرق وقتًا طويلاً.
مثلا، إذا لم يكن نظام إدارة الطلبات متزامنًا مع نظام مزود خدمة تسليم الميل الأخير، فسيكون من الصعب جدًا على مدير الخدمات اللوجستية تتبع الموقع الدقيق للمركبة في أي نقطةٍ زمنيةٍ معينة،
وعلى الرغم من التغيرات الديناميكية الكبيرة التي تحصل في الأسواق، إلّا أنّ هذه التغيرات لا تشمل عملية التسليم. يؤدي هذا الأمر إلى قصورٍ كبيرٍ بالإضافة إلى حدوث تأخيراتٍ وتحويلٍ للمسارات واستهلاكٍ إضافيٍّ للوقود، وتهدد الشفافية لدى التعامل مع العملاء مما يزيد من تحديات تسليم الميل الأخير.
تحاول الشركات تجاوز هذه الصعوبات وإيجاد الحلول الملائمة لتحقيق أفضل النتائج بالنسبة لجميع الأطراف، ومع التكامل المستمر وتعزيز الأتمتة عبر الصناعات، فمن المحتمل أن تدخل التكنولوجيا الحديثة في عمليات تسليم الميل الأخير، مثل توظيف روبوتات التوصيل والمركبات ذاتية القيادة، التي تُحدث العديد من حالات الانسحاب في المستقبل غير البعيد.
في الختام، يعدّ تسليم الميل الأخير أحد أهم المراحل التي ترتكز عليها التجارة الإلكترونية من أجل تقديم أفضل الخدمات للزبائن، ويتضمن التسليم للميل الأخير الكثير من العمليات اللوجستية وينطوي على العديد من المصاعب التي تواجه شركات الشحن ومزودي الخدمات اللوجستية.
مهتمّ بخدماتنا؟
أدخل بياناتك بالفورم أدناه وسنتواصل معك عبر واتساب.