قطار الشحن بين أنقرة وإسلام أباد يعود إلى العمل بعد انقطاعٍ دام عقدًا من الزمن
قطار الشحن بين أنقرة وإسلام أباد يربط بين باكستان وإيران وتركيا قطار شحنٍ استراتيجيّ، قامت بتنفيذه الدول الثلاث بهدف دفع العلاقات التجارية بين البلدان الثلاث للأمام، والربط ما بين إسلام أباد وطهران وإسطنبول، ويُشار إليه اختصارًا بـ (ITI). بعد توقفٍ دام 10 سنوات، أُعيد إطلاق خدمة قطار البضائع بين تركيا وإيران وباكستان؛ حيث انطلق من العاصمة الباكستانية إسلام أباد محمّلًا بالبضائع ومتجهًا نحو العاصمة التركية أنقرة. يستعرض هذا المقال معلوماتٍ حول هذا القطار وأهميته التجارية واللوجستية.
معلوماتٌ حول قطار الشحن بين إسلام أباد وطهران وإسطنبول
سكّة الحديد التي تمتد من إسطنبول إلى طهران وإسلام آباد أو ما يُدعى بقطار (ITI)، هو قطار شحنٍ دولي بين إسلام آباد في باكستان وإسطنبول في تركيا، مرورًا بالعاصمة الإيرانية طهران.
تمّ إطلاق القطار في 14 أغسطس 2009، على أساسٍ تجريبيٍّ تحت مظلّة منظمة التعاون الاقتصادي، إلّا أنّ العمل به بقي مُعلقًا بسبب مشاكل فنيةٍ سببتها الفيضانات في باكستان، ثمّ استأنفوا العمل به بعد 10 سنوات.
يقطع قطار الشحن بين أنقرة وإسلام أباد ما يقارب الـ 6500 كيلومتر في مُدّةٍ أقصاها 15 يومًا، وهو مخصصٌ لنقل البضائع بشكلٍ أساسي، على أن يتم النظر في خدمة قطار الركاب أيضًا على هذه السكة.
مهتمّ بخدماتنا؟
أدخل بياناتك بالفورم أدناه وسنتواصل معك عبر واتساب.
يعتبر قطار (ITI) مشروعًا مهمًّا جدًّا يعمل على النهوض بالتجارة، ويلعب دورًا هامًّا في ربط المنطقة ببعضها البعض، وتعزيز النشاط الاقتصادي والتجاري في منظمة التعاون الاقتصادي (ECO)، التي تضم أفغانستان وأذربيجان وإيران وكازاخستان وجمهورية قيرغيزستان، بالإضافة إلى باكستان وطاجيكستان وتركيا وتركمانستان وأوزبكستان، وقد تأسست منظمة التعاون الاقتصادي عام 1964 من قِبل إيران وباكستان وتركيا.
عودة القطار إلى العمل بعد التوقف
انطلق القطار من محطة مارغالا في مدينة إسلام آباد في الباكستان يوم 21 ديسمبر 2021 إلى وجهته في مدينة أنقرة في تركيا، مارًّا بمدينة طهران في إيران، وقد أكمل رحلته في غضون 13 يومًا محمّلًا بـ 150 طن من ملح الهيمالايا الوردي.
على الرغم من أن سكة الحديد تمتد من إسلام آباد وحتى اسطنبول، إلا أنّ رحلته هذه قد اقتصرت على وصوله إلى مدينة أنقرة فقط.
يحتوي القطار على 8 عرباتٍ محملةٍ، تتمتع كلٌ منها بقدرة 22 طناً، يبلغ طول كل عربةٍ 6 أمتار، وقد استغرق بالضبط 12 يومًا و 21 ساعة للوصول إلى أنقرة، في رحلةٍ طولها 5981 كيلومتر، يمرّ حوالي 2500 كيلومتر من خط السكة الحديدية للقطار عبر الأراضي الإيرانية.
يهدف خط السكة الحديدية (ITI)، الذي يربط إسلام آباد وطهران واسطنبول، إلى ربط أعضاء منظمة التعاون الإقتصادي (ECO) ببعضهم البعض.
أهمية قطار الشحن بين أنقرة وإسلام أباد الاقتصادية واللوجيستية
يحمل قطار الشحن بين اسطنبول وإسلام آباد أهميّةً كبيرةً بالنسبة لجميع الدول التي يمرّ عبرها، بالإضافة إلى دول الجوار التي ستحصل على فرصةٍ لتسيير عملياتها اللوجستية عبر هذه السكة الحديدية.
يعطي قطار (ITI) أيضًا فرصةً من أجل زيادة الصادرات والتعاملات التجاريّة، ويعزّز مكانة تركيا بكونها صلة الوصل بين آسيا وأوروبا، حيث يُمكّن دول منظمة التعاون الاقتصادي (ECO) من الوصول إلى الأسواق الأوروبية، وتسهيل إمكانية الوصول إلى دول آسيا الوسطى بالنسبة لتركيا، على أن يكون حلًّا مستدامًا يخدم جميع الأطراف.
بغضّ النظر عن تمكّن قطار (ITI) من إيصال السلع إلى الأسواق الأوروبية، فهو في الوقت نفسه يدعم ويشجع الأنشطة التجارية والاقتصادية ضمن منطقة منظمة التعاون الاقتصادي بحدّ ذاتها، حيث يلعب قطار (ITI) دورًا مهمًا في تعزيز الترابط الإقليمي وتعزيز الأنشطة الاقتصادية والتجارية في منظمة التعاون الإقتصادي (ECO).
يمكّن قطار (ITI) من توفير ممرّ جديدٍ للمُصَدّرين للوصول إلى منطقة جنوب آسيا، التي تتمتع بأعلى كثافةٍ سكانيةٍ على مستوى العالم، حيث يمكنهم الوصول إلى الأسواق في باكستان والهند والصين وأفغانستان وإيران.
يسمح قطار الشحن بين أنقرة وإسلام أباد بأن تصبح جسرًا وقاعدةً لوجستيةً بين آسيا وأوروبا. بالإضافة إلى ذلك، يوفر الوقت والتكلفة مقارنةً بالنقل البحري بين باكستان وتركيا الذي يستغرق 35 يومًا، ويتضمن تكاليف باهظةً.
ردود الفعل الرسمية حول قطار الشحن بين أنقرة وإسلام أباد (ITI)
تمّ تنظيم احتفاليةٍ في المحطة القديمة بأنقرة، تزامنًا مع وصول قطار الشحن بين أنقرة وإسلام أباد الذي انطلق من إسلام أباد في 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وقد حضر الحفل وزير النقل والبنى التحتية التركي عادل قره إسماعيل أوغلو، وسفير إيران لدى أنقرة محمد فرازمند، والنائب الباكستاني مخدوم زيد قريشي، إلى جانب عددٍ من المدعوين.
صرّح الوزير قره إسماعيل أوغلو أنّ خط السكة الحديدة الجديد “يوفر الوقت والتكلفة مقارنةً بالنقل البحري ويؤدي إلى تنمية التجارة بين البلدين”، وأضاف أنه “مع قطار إسلام آباد – طهران – اسطنبول ، يمكن توفير ممرٍ جديد للسكك الحديدية لمُصَدرينا في جنوب آسيا. وبهذه الطريقة، تكون بلادنا قد اقتربت خطوةً للأمام في سبيل تحقيق أهدافها المتمثلة في أن تصبح جسرًا وقاعدةً لوجستية بين آسيا وأوروبا “.
من جانبه قال النائب الباكستاني قريشي: “قطار الشحن من الممكن أن يوفر لباكستان الفرصة لزيادة صادراتها وتقوية ارتباطها بالأسواق الدولية، بما في ذلك أوروبا”.
وشدّد قريشي على أهمية تفعيل خط قطار الشحن بين أنقرة وإسلام أباد (ITI) بالنسبة لباكستان، وأضاف “تؤمن الحكومة الباكستانية الحالية بالترابط الإقليمي، ونشعر أنه لكي نلعب دورًا على الصعيد الوطني، نحتاج لأن نكون موثوقين اقتصاديًا. ولتحقيق ذلك، لا نحتاج فقط إلى تحقيق السلام في منطقتنا، بل نحتاج أيضًا إلى زيادة التجارة، ويعتبر مشروع (ITI) بالنسبة لنا مشروع صداقة “.
تاريخيًّا، لعبت السكك الحديدية دورًا حيويًّا لا يمكن إنكاره في نقل البضائع، ويأتي قطار الشحن بين أنقرة وإسلام آباد للتأكيد على أهمية السكك الحديدية في عالم الشحن واللوجستيات في الوقت الحاضر أيضًا.
مهتمّ بخدماتنا؟
أدخل بياناتك بالفورم أدناه وسنتواصل معك عبر واتساب.