دليلٌ حول الشحن السحابي -Cloud Shipping
اجتاحت التكنولوجيا الحديثة مختلف نواحي الحياة، وقد ساهم التقدم التكنولوجي الكبير في قطاع الشحن في جعل عملية الشحن أقل تعقيدًا، وتم إدخال مصطلح الشحن السحابي-Cloud Shipping على هذا القطاع للإشارة إلى دمج الأنظمة المعلوماتية والتكنولوجية. تلعب الأتمتة دورًا كبيرًا في تنظيم أعمال شركات الشحن وتقليل هوامش الخطأ فيها، والذي غالبًا ما ينتج عن عوامل بشرية. يقدم هذا المقال دليلًا مُبَسَّطًا حول الشحن السحابي وطريقة عمله.
تعريف الشحن السحابي
يمكن تعريف الشحن السحابي بأنه الاعتماد على برنامج شحنٍ قائمٍ على الحوسبة السحابية، دون الحاجة إلى إنشاء قاعدةٍ من البُنى التحتية المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات، من أجل إدارة عملية الشحن.
بعبارةٍ أُخرى، الشحن السحابي هو إيجاد حلولٍ برمجيّةٍ يُستَعاضُ من خلالها عن وجود خوادم وشبكات معلوماتية على أرض الواقع مع القوى العاملة التي تقوم بتشغيلها.
مهتمّ بخدماتنا؟
أدخل بياناتك بالفورم أدناه وسنتواصل معك عبر واتساب.
يقوم برنامج شحن البضائع السحابي بمساعدة الشركات اللوجستية على إدارة وتنظيم العمليات الجوية والبحرية والبرية بسهولةٍ، عن طريق دمجه مع نظام الشركة، حيث يساعد على تسهيل سير عملية النقل من أول نقطةٍ لدى المُصَنِع وحتى الوصول إلى الوجهة النهائية.
وبالتالي، باستخدام خدمات برامج الشحن السحابي، يمكن جمع كل عمليات الشحن التي تخصّ أعمال التجارة الإلكترونية معًا في مكانٍ واحد، حيث يتمّ تجميع كافة بيانات الشحن من المتجر الالكتروني وعربات التسوق في التطبيق الذي توفره شركة الشحن السحابي.
يمكن من خلال هذا التطبيق طباعة ملصقات الشحن وإرسال تحديثاتٍ تتبّع حالة الشحنة من المتجر إلى العملاء تلقائيًّا. بالإضافة إلى ذلك، لا يتطلب الأمر تنزيل أي برامج أو القيام بتحديثاتٍ على النظام لتعمل خدمة الشحن السحابي، بل يكفي وجود اتصالٍ بالانترنت ويمكن الدخول من المتصفح.
اقرأ أيضًا: قطار الشحن بين أنقرة وإسلام أباد يعود إلى العمل بعد انقطاعٍ دام عقدًا من الزمن
الخدمات التي يمكن إدارتها عبر نظام الشحن السحابي
تقدم برامج الشحن السحابي حلولًا ذكيّةً لتتناسب مع جميع طرق الشحن، سواءٌ عبر البرّ أو البحر أو الجوّ، حيث يمكن تنظيم المهام المختلفة بسهولةٍ، بالإضافة إلى تحسين الإنتاجية والعمل الجماعي، ومن خلال برامج الشحن السحابي، يمكن إدارة جميع عمليات الشحن وما يندرج في إطارها، ومن أهمها:
- نظام إدارة المستودعات
يساعد نظام إدارة المستودعات المتكامل وكلاء الشحن على إدارة وتنظيم عمليات المستودعات المختلفة والمعقدة من المَصنَع وحتى الوصول إلى نقطة البيع، حيث يتيح النظام لمُستخدميه مراقبة جميع المعدات والعمليات التي تتم في المستودعات من تخزينٍ وتصنيفٍ وغيرها، بالإضافة إلى مراقبة أداء الموظفين فيها.
- إدارة عمليات الشحن الجوي والبحري والبري
يمكن استخدام نظام إدارة شركة الشحن السحابي بما يتلاءم مع كل نموذج شحن عبر توجيه الشُحنات وإنشاء جميع الوثائق المطلوبة.
- برنامج إدارة الحسابات
يمكن لشركات شحن البضائع توظيف نظام الشحن السحابي من أجل إرسال عروض الأسعار للعملاء، والقيام بأعمال حساب الأسعار، وإنشاء الفواتير بشكلٍ أوتوماتيكي وغيرها الكثير من المعاملات المحاسبية الذكية الأخرى.
الميزات التي يمكن الحصول عليها من برامج الشحن السحابي
يمكن لشركات الشحن التمتع بالعديد من المميزات التي توفرها أنظمة الشحن السحابي، ويمكن تلخيص مميزات استخدامه كما يلي:
- انخفاض التكلفة وتقليل الضغط على الجانب التقني للأعمال
على عكس الأنظمة المعلوماتية السحابية، تتطلب التكنولوجيا المحلية وجود عددٍ كافٍ من الأشخاص لإدارتها، بالإضافة إلى المعدات لمواكبة الطلب. وبالتالي، يجب على الشاحنين أن يمتلكوا خوادم فعلية خاصة بهم لاستضافة البيانات، وبذلك من الضروري وجود موظفي تكنولوجيا المعلومات؛ لإيجاد الخلل وإصلاحه وتشغيل النسخ الاحتياطية لتلبية الطلب والحفاظ على مستويات الأمان.
أمّا باستخدام برامج الشحن السحابي، يمكن ببساطةٍ إدارة موفر الحلول الافتراضي المدمج ضمن النظام، والذي لا يتطلب موارد داخلية، حيث تندمج أنظمة الشحن السحابي مع برنامج سلسلة التوريد وشبكات النقل لاستضافة وإدارة بيانات الشحن، وتنفيذ عمليات الشحن الصادرة والواردة وتتبع حركة الطرود.
وبالتالي، يؤدي هذا الأمر إلى انخفاض تكاليف الشحن بما فيها من عملياتٍ متشابكةٍ، مثل: التصنيف والتوثيق وتنبيهات التسليم وتقارير وتحليلات الشحن وتدقيق الفواتير والأسعار وغيرها الكثير، بالإضافة إلى التوفير في مجال العمالة والموارد البشرية.
- مقاومة التغيرات المُفاجئة
لا شكّ أنّ الشحن صناعةٌ ديناميكيةٌ ويتخلله العديد من المفاجآت التي قد تكون سارّةً أو سيئة، وأحد أهم الميزات التي يوفرها نظام الشحن السحابي هي القدرة على مواجهة الصدمات المتوقعة وغير المتوقعة، وأبرز مثالٍ على ذلك هو طريقة إدارة الأعمال التجارية عبر الشحن السحابي في ذروة موسم الشحن في العطلات، أو التحديات التي خلقتها أزمة سلسلة التوريد الصحية العالمية خلال مواجهة كوفيد 19.
بالنسبة للشركات التي لا تعتمد على نظام الشحن السحابي، يوجد العديد من المشاكل والضغوطات في محاولة تحقيق نوعٍ من التكامل بين شركات النقل الجديدة ومراكز التوزيع أو المستودعات في مواجهة الصدمات المفاجئة، وبين نظم المعلوماتية التقليدية لديها.
في حين أن نظام الشحن السحابي يوفر حلولًا تلقائيةً تستند إلى تحليل البيانات ودراسة الأسواق بشكلٍ أوتوماتيكي؛ ليتيح إمكانية إدارة العمل التجاري حتى في حال حدوث مشاكل غير متوقَّعةٍ أو حصول زيادةٍ في الطلب، حيث يضمن برنامج الشحن السحابي عدم تعطل النظام والعمل بشكلٍ ديناميكي يتوافق مع التغيرات التي تطرأ في أوقات الذروة، بالإضافة إلى أيّ تغيراتٍ مُفاجئة.
- جزءٌ من مستقبل خدمات الشحن
مع مرور الوقت، ترتفع توقعات المُستهلكين خاصّةً بما يتعلق بوقت التسليم، ولا بدّ للشركات من تقليل المهل الزمنية وتلبية الطلبات بسرعةٍ، بالإضافة إلى تقديم خدمات الإرجاع والحفاظ على معدلات التسليم في الوقت المحدد من أجل تلبية هذه التوقعات وإرضاء العملاء.
يمكن للأنظمة المتطورة التي تعتمد على الشحن السحابي أن تواكب التغيرات والتطورات المستقبلية، بفضل دعم الذكاء الاصطناعي الذي يتيح إمكانية اتخاذ قراراتٍ أفضل بما يتعلق بعملية الشحن بالكامل، حيث يمكن الحصول على رؤيةٍ كاملةٍ تشمل مراقبة أداء الناقل والاستجابة السريعة لأي مشكلةٍ أو انقطاع، وبالتالي تحديث الخدمات بما يتلاءم مع متطلبات السوق المتطورة.
في الختام، يتوجه سوق الشحن العالمي باتجاه الاعتماد على أنظمة الشحن السحابي بشكلٍ أكبر يومًا بعد يوم، وذلك بفضل الحلول التقنية الحديثة التي يوفرها نظام الشحن السحابي لجعل عملية الشحن أسهل وأكثر دقة.
مهتمّ بخدماتنا؟
أدخل بياناتك بالفورم أدناه وسنتواصل معك عبر واتساب.
