معلومات وإحصائيات عن الشّحن البحريّ
يُعتبر النّقل البحري من أقدم وسائل شحن البضائع عبر العالم وأكثرها أهميّةً على الإطلاق، وهو أمرٌ منطقيٌّ جدًّا لاسيّما وأنّ 71 بالمئة من سطح الأرض عبارةٌ عن ماء، بالإضافة إلى أنّ الشحن البحري مكّننا من نقل البضائع من قارةٍ إلى أخرى بشكلٍ مُباشرٍ وهذا يختصر كمًّا هائلًا من الوقت والجهد.
رغم أنّ النّقل الجويّ قد أحرز تقدّمًا هائلًا في الفترة الأخيرة وأصبح المهيمن في مجال الشّحن، إلّا أنّ الشحن البحري مازال الأفضل والأكثر أمانًا من أجل شحن كمياتٍ هائلةٍ من البضائع والمنتجات كما سنرى تبعًا.
أرقام وإحصائيّات حول الشحن البحري
بلغت القيمة الماديّة للبضائع التي تمّ نقلها بحريًّا في عام 2019 حوال 14 تريليون دولار، يُبيّن لنا هذا الرقم الهائل والذي لا يُمكن للعقل البشري استيعاب ضخامته مدى أهميّة الشحن البحري في مجال التبادل التّجاري الدّولي، ويَذكر جميعنا حادثة جنوح سفينة “إيفر غيفن” في قناة السويس والأثر الهائل الذي تركته على الاقتصاد العالمي.
مهتمّ بخدماتنا؟
أدخل بياناتك بالفورم أدناه وسنتواصل معك عبر واتساب.
بالإضافة إلى الناحية الماديّة، يبلغ حجم التّبادل البحري حوالي 11 مليار طن سنويًا، وهذا ما يعادل 1.5 طن مقابل كل شخصٍ موجودٍ على سطح الكوكب في هذه اللحظة!
الآن دعونا نتحدّث عن الاتّحاد الأوروبي على وجه الخصوص، سنجد أنّ 80 بالمئة من صادرات وواردات الاتّحاد من ناحية الحجم يتمّ نقلها عبر خطوط الملاحة البحرية، في حين بلغت القيمة الماديّة للصادرات الواردة عبر البحر حوالي 50 بالمئة من إجمالي قيمة الصادرات والواردات.
التطوّر الهائل في الشّحن البحري
شهِد التطور البحري قفزاتٍ مهولةٍ عبر التاريخ وهذا ما جعله اليوم أحد أهم ركائز التجارة العالمية، ومن أبرز النّقاط التي تُظهر هذا التطور:
- تصميم السفن بحدّ ذاته بات يسمح بنقل مختلف البضائع بغضّ النّظر عن خطورتها، بالإضافة إلى مختلف التّقنيات ومعايير السلامة التي تضمن الوصول إلى الوجهة المقصودة بغض النّظر عن بعدها.
- شهدت أنظمة الملاحة تحوّلًا كبيرًا في الفترة الأخيرة، وهذا ما يسمح للسفن بشقّ طريقها في البحر بدقّةٍ متناهيةٍ دون أن تحيد عن وجهتها.
- تجهيز القنوات والشبكة البحرية بأكملها لتأمين أقصر الطّرق وأفضلها من النّاحية الاقتصادية، فالقدرة على تجاوز التضاريس الجغرافيّة واختيار الطرق المختصرة من أهمّ ما يُميز الشحن البحري.
لا يُمكننا حقيقةً اختصار التقدم الذي شهده النّقل البحري في نقاطٍ محدودةٍ، لكن نود أن نذكر أن الشّحن البحري يستغرق وقتًا طويلًا، ولهذا السبب تمّ تطوير مراحل الشّحن البحري من أجل استغلال الوقت الطويل في عملية الشحن لإيصال البضائع بالوقت المناسب.
من الأمثلة على ذلك شحن ثمار الأفوكادو من تشيلي إلى أوروبا عبر البحر، إذ تُقطف الثّمار مُبكرًا بحيث تنتهي رحلة الشحن بالتّزامن مع اكتمال نضج ثمار الأفوكادو.
الشّحن البحري، محرّك الحضارة البشرية
تكمن أهميّة الشّحن البحري في نوع البضائع التي يتمّ شحنها خلاله، فعلى سبيل المثال يتم نقل ما يقارب 2 مليار طنّ من الوقود الخام سنويًّا إلى وجهاتٍ مختلفةٍ، بالإضافة إلى مليار طنّ من الحديد الخام وهو الفلذّ الأساسي لتصنيع الفولاذ؛ علاوةً على ذلك، يتمّ شحن 350 مليون طنّ من الحبوب سنويًّا.
من ناحيةٍ أخرى، لا يُمكننا حصر نوعية البضائع التي يتم نقلها بحريًّا، فبالإضافة إلى ما ذكرناه للتو هناك أيضًا شحن الموادّ الكيميائيّة، ومشتقات الوقود على اختلافها، والبضائع المُصنّعة وغيرها.
يُمكننا الآن فهم أهمية البضائع التي يتم شحنها بحريًّا، فهي أساس حدوث العمران الذي يشهده العالم اليوم، بالإضافة إلى تأمين قسمٍ كبيرٍ من الوارد الغذائي لمُختلف السّكان في أنحاء العالم.
يجب أن نراعي أيضًا أنّ الشحن البحريّ هو الطريقة الأفضل إن لم تكن الوحيدة من أجل شحن هذه الكميات الضّخمة من البضائع والمواد الأوليّة.
من هذا المُنطلق، يُمكننا اعتبار خطوط الشّحن البحري بمثابة الشرايين التي تدعم استمرار الحضارة البشرية والتي ستساعد في تقدمها مُستقبلًا.
شحن البضائع بأقلّ التّكاليف
يُعتبر الشّحن البحري من أقل طرق الشحن تكلفةً عندما نأخذ بعين الاعتبار كمية البضائع التي يُمكن شحنها دفعةً واحدةً، فعلى سبيل المثال، عند شحن حذاء Nike بسعر 100 دولارًا، تبلغ تكلفة الشحن البحري 5 دولاراتٍ فقط.
لهذا السبب عندما يتم شحن نفس البضائع لمسافاتٍ طويةٍ بالجو أو بالبرّ سنلاحظ ارتفاع سعر المنتج بشكلٍ ملحوظٍ، وهنا تكمن أهميّة الشحن البحريّ من خلال شحن كمياتٍ كبيرةٍ عبر مسافاتٍ طويلةٍ إلى جانب تقليل الكلفة الإجمالية للعملية.
وبهذا يُمكننا تلخيص فوائد الشّحن البحري بالنّقاط التالية
- تأمين مختلف أنواع الوقود والخامات الأوليّة إلى مختلف الدول، مما يسمح بتقدّم هذه الدول صناعيًّا واجتماعيًّا.
- يسمح للتجار والمصنّعين باستيراد وتصدير مختلف البضائع بأقل تكلفةٍ ممكنةٍ.
- تكلفته القليلة مقارنةً بالكميات الضّخمة التي يُمكن شحنها.
- وأخيرًا لا يُلحِق الشّحن البحري ضررًا كبيرًا بالبيئة مقارنةً مع باقي وسائل الشّحن الدولي سواءً في الجو أو على البرّ.
كانت هذه أهم الإحصائيات والمعلومات العامة التي تُوضّح لنا أهمية الشحن البحري في مجال التّجارة الدولية، فما هو رأيكم؟
مهتمّ بخدماتنا؟
أدخل بياناتك بالفورم أدناه وسنتواصل معك عبر واتساب.