أزمة الشحن العالمية وتأثيرها على سلاسل التوريد حول العالم

أدت أزمة الشحن العالمية إلى اضطرابٍ في سلاسل التوريد حول العالم، وانعكست بدورها على التجار والمتسوقين، وتسببت بارتفاع أسعار السلع والبضائع، مما دفع الدول المُصنّعة وشركات الشحن العالمية إلى اتخاذ تدابير للتخفيف من آثارها السلبية. تمثلت أزمة الشحن العالمية بتأخر عمليات الشحن والنقص الشديد في الحاويات والسفن، مما أدى لارتفاع الطلب على عمليات الشحن وارتفاع أسعاره. يعرض هذا المقال معلومات مفصلة عن أسباب وتداعيات وحلول هذه الأزمة. 

أسباب أزمة الشحن العالمية واضطراب سلسلة التوريد

تسببت جائحة كورونا بأزمة الشحن العالمية، وأدى الإغلاق العام إلى تعطيل الاقتصاد واضطراب سلاسل التوريد، وذلك بسبب ما يلي:

  • نقص الحاويات

أُغلقت الموانئ في الكثير من دول العالم عدة مرات، وعَلِقت السفن بحمولتها في المحيطات، مما تسبب باختناقاتٍ في الممرات المائية، حيث انتظرت السفن لأيام وأسابيع حتى يتم تفريغها في أرصفة الموانئ، ومن أكثر الموانئ التي عانت من الازدحام ميناء لوس أنجلوس -انتظرت أكثر من 70 سفينة قبالة سواحلها- وميناء فيليكسستو في المملكة المتحدة وميناء سنغافورة. 

مهتمّ بخدماتنا؟

أدخل بياناتك بالفورم أدناه وسنتواصل معك عبر واتساب.

    حددّ الخدمة المطلوبة

    لم تجد الخدمة المطلوبة في القائمة؟ تحقق من الموقع لاحقاً، نعمل على إضافة المزيد من المناطق المدعومة في الوقت الحالي.

    البلد

    أزمة الشحن العالمية

    جرت عمليات التفريغ بوتيرةٍ بطيئةٍ بسبب القيود التي فرضتها الحكومات، بالإضافة لنقص الموظفين والعمال وسائقي الشاحنات، مما أدى لتكدس الحاويات في تلك الموانئ وعدم قدرة المستودعات على استيعابها، وكما هو معلوم أن تأخير السفن في ميناءٍ واحدٍ يتسبب بتتالي عمليات التأخير على طول سلاسل التوريد، وبالتالي عانت الدول الآسيوية المُصنّعة من نقصٍ في الحاويات الفارغة، حيث عادت بمعدل واحدةٍ لكل أربع حاويات في الولايات المتحدة الأمريكية.

    • تضرر عمليات الإنتاج

    بالرغم من الطفرة التي حدثت بالتسوق عبر الإنترنت إلا أنها لم تزيد من ثقة الشركات والمستثمرين في إنتاج البضائع، تخوفًا من حدوث أزمةٍ اقتصاديةٍ عالمية، وكونهم لا يحتفظون بكمياتٍ كبيرةٍ من المواد الأولية في المستودعات والمخازن لتقليل تكلفة التخزين والهدر، تسبب ذلك بحدوث فجوةٍ كبيرةٍ بين العرض والطلب، حيث تزايد الطلب بشكلٍ كبيرٍ على سلعٍ معينةٍ دون القدرة على تأمينها بالكميات الكافية. 

    كما ازداد الوقت اللازم لصناعة بعض المنتجات بمقدار 10 أضعاف بسبب تأخر وصول بعض المواد، مما أدى لارتفاع الطلب على الشحن.

    • احتكار البضائع

    أدت أزمة الشحن العالمية إلى لجوء المستوردين والمصنعين إلى تخزين السلع التي يحصلون عليها بدلًا من عرضها، مما تسبب بازدياد الطلب وتفاقم أزمة الشحن العالمية. 

    • التسوق عبر الإنترنت

    لجأ ملايين الأشخاص نتيجة الحجرالصحي للتسوق عبر الإنترنت، حيث اعتبروها فرصةً للتبضع وتغيير أثاث منازلهم وشراء الطلاء والأجهزة والملابس، وبالتالي تزايد  الضغط على عمليات الشحن. 

    • جنوح سفينة إيفر جرين-Evergreen في قناة السويس عزز الضغوط على سلاسل التوريد وتفاقم أزمة الشحن العالمية. 

    نتائج اضطراب سلسلة التوريد في أزمة الشحن العالمية

    أدى اضطراب سلاسل التوريد إلى ارتفاع الأسعار ويعود هذا الارتفاع لعدة عوامل:

    1. ارتفاع الطلب: وبالتالي تستطيع الشركات رفع معدل ربحها والتحكم بالأسعار، فلديها ثقة بأن الناس ستدفع مهما كان السعر.
    2. التأخير في وصول الشحن وبطء التصنيع: تسبب بطء التصنيع بعدم توفر مخزونٍ كافٍ لدى الشركات، ففي حال كانت البضائع قليلة لا يمكنها تقديم حسومات. 
    3. ارتفاع تكاليف الشحن: والتي تسببت بتوقف عمل الكثير من المستوردين، حيث ازدادت تكلفة الحاوية 40 قدم بين المسارات الرئيسية من الشرق إلى الغرب بمقدار 360% في 19 أغسطس 2021، كما وصلت تكلفة الحاوية 40 قدم من شنغهاي إلى روتردام في هولندا إلى أعلى مستوياتها بنسبة 659%. 

    الاستراتيجيات المتبعة للحد من اضطراب سلاسل التوريد في أزمة الشحن العالمية

    اتخذت شركات الشحن والدول المصنعة عدة تدابير للتخفيف من تداعيات أزمة الشحن العالمية منها:

    • توسيع أسطول الشحن الجوي والبري: حاولت الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول أوروبا استبدال شحن بعض أنواع البضائع بحرًا، بشحنها برًا، كما عملت شركات الطيران على الاستفادة من طائرات الركاب لأغراض الشحن. 
    • بناء سفن جديدة: تخفيف الضغط عن الشحن البحري ليس بتلك البساطة لانه يشكل حوالي 90% من الشحن التجاري، لذلك اُعتبر بناء سفن جديدة عاملَا مهمًا للحد من اضطراب سلاسل التوريد، حيث عمدت أكبر شركة شحن حاويات إلى تقديم طلبٍ لشراء ثمانية سفن تعمل بوقود ميثانول محايد الكربون، مما يقلل من انبعاثات الكربون، ولكن الأمر المؤكد أن هذه السفن الجديدة لن تدخل حيز الاستثمار حتى عام 2023.
    • تحسين البنية التحتية للموانئ: وذلك لاستيعاب أكبر قدرٍ من السفن، إضافةً لزيادة سعة المستودعات وتحسين عمل السكك الحديدية والطرق البرية. 
    • تنويع الموردين: يُسبب الاعتماد على مصدرٍ واحدٍ للمنتجات إلى حصول أزمةٍ في العرض والطلب في حال حصول أي كارثةٍ طبيعيةٍ أو ما شابه ذلك، يمكن لتنويع مصادر الموردين أن يحقق التوازن ويمنع حصول نقصٍ مفاجئ في السلع. 
    • تقصير سلسلة التوريد: عمدت العديد من الشركات في الولايات المتحدة الأمريكية على نقل جزءٍ من أعمالها من الصين إلى دول أمريكا الجنوبية كالبرازيل والمكسيك، لتخفيف تكاليف الشحن وسرعة وصول المنتجات.
    • ترويج البضائع المتوفرة فقط: حيث تسبب التسويق عبر الإنترنت لبضائع لا يتوفر مخزون كافِ منها لزيادة الطلب على الشحن، مما سبب الازدحام الكبير في الطلب على الحاويات.

    لقد تسببت أزمة الشحن العالمية بارتفاع تكاليف الشحن لحدودٍ غير مسبوقة، ولكن من المتوقع أن تبدأ أسعار الشحن بالتراجع، وذلك يتوقف على عدة أمورٍ منها: قدرة المصانع على تلبية الطلب المتزايد بسرعة، وبناء سفنٍ جديدةٍ والتي لن تبدأ العمل قبل عام 2023، لذلك فإن الحكومات تواجه العديد من التحديات في جعل سلاسل التوريد أكثر مرونةً و قابليةً للتكيف مع الأزمات الطارئة.

    المصادر: 1 2 3

    مهتمّ بخدماتنا؟

    أدخل بياناتك بالفورم أدناه وسنتواصل معك عبر واتساب.

      حددّ الخدمة المطلوبة

      لم تجد الخدمة المطلوبة في القائمة؟ تحقق من الموقع لاحقاً، نعمل على إضافة المزيد من المناطق المدعومة في الوقت الحالي.

      البلد

      شارك

      اترك ردّاً

      لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *